فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



10- وقوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم} (آية 21).
قال مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا ويقرأ (سواء محياهم ومماتهم) وقرأ الأعمش (سواء محياهم ومماتهم) قال أبو جعفر القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب وقراءة الأعمش على البدل وعند الفراء بمعنى الظرف.
11- وقوله جل وعز: {أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم} (آية 23) قال سعيد بن جبير كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه قال هذا أحسن من هذا فعبده وقال الحسن وقتادة في قوله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال المنافق إذا هو ي شيئا ركبه ثم قال: {وأضله الله على علم} (آية 23) روي عن ابن عباس أنه قال (على علم) قد علمه عنده وقيل على علم انه لا ينفعه ولا يضره.
12- وقوله جل وعز: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} (آية 24) يقال هم لا يقرون بالبعث فما معنى (نموت ونحيا)؟ ففيه ثلاثة أجوبة:
1- منها ان المعنى يموت بعضنا ويحيا بعض.
2- ومنه ان في الكلام تقديما وتأخيرا وأن المعنى نحيا ونموت.
3- والجواب الثالث أن معنى (نموت) نخلق مواتا ثم نحيا في الدنيا وقوله جل وعز: {وما يهلكنا إلا الدهر}.
قال مجاهد اي الزمان أي مر السنين والأيام وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» في معناه ثلاثة أقوال:
1- منها أن المعنى لا تسبوا خلقا من خلق الله فيما لا ذنب له فيه فإن الله هو الدهر أي خالق الدهر كما قال تعالى: {واسأل القرية}.
2- وقيل لما كانوا يقولون فعل الله بالزمان فإنه قد فعل بنا كذا وكان الله جل وعز هو القاضي بتلك الأشيئاء قال لهم لا تسبوا فاعل الأشيئاء فإن الدهر ليس يفعلها.
3- وقد روي فإن الله هو الدهر والمعنى عليه لا تسبوا الدهر فإن الله مقيم الدهر أي مقيم أبدا لا يزال وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: {وما لهم بذلك من علم} قال قولهم لا نبعث.
13- وقوله جل وعز: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها} (آية 28) في معناه قولان: روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن ابن جريح عن مجاهد في قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية} قال مستوفرين على الركب قال مجاهد في رواية ابن أبي نجيح الأمة ههنا الواحد قال سفيان بن أبي عيينة ولا يكون المستوفز إلا على ركبتيه وأطراف أصابعه قال الضحاك (جاثية) عند الحساب فهذا قول وقال الفراء في قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية} قال أهل كل دين وجاثية مجتمعة قال أبو جعفر قد يقال لما اجتمع من التراب جثوة فأحسب الفراء أخذه من هذا قال الشاعر:
ترى جثوتين من تراب عليهما ** صفائح صم من صفيد ابن منضد

والقول الأول أعرف وأشهر.
14- وقوله جل وعز: {كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} (آية 28) في معناه قولان: أحدهما أن كتابها ما فرض عليها من حلال وحرام والقول الآخر أن كتابها ما كتبت الملائكة عليها وهذا أولى لأن بعده ما يدل عليه.
15- وقوله جل وعز: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنتج ما كنتم تعملون} (آية 29).
(ينطق) أي يبين أي تنظرون فتذكرون ما عملتم.
ثم قال تعالى: {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} (آية 29) في معناه قولان:
أحدهما ان المعنى ما تكتبه الملائكة وتنسخه قوله من أعمال بني آدم والقول الآخر رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فرغ الله جل وعز مما هو كائن فتنسخ الملائكة ما يعمل يوما بيوم من اللوح المحفوظ فيقابل به ما يعمله الإنسان لا يزيد على ذلك ولا ينقص قال فقيل لابن عباس ما توهمنا إلا إنهم يكتبونه بعدما يعمل فقال أنتم قوم عرب والله جل وعز يقول: {إنا كنا نستنسخ} ولا يكون الاستنساخ إلا من نسخة.
16- وقوله جل وعز: {وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين} (آية 31) في الكلام حذف والمعنى فيقال لهم ألم تكن آياتي تتلى عليكم؟
17- وقوله جل وعز: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} (آية 34).
روى معمر عن قتادة قال فاليوم نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا قال أبو جعفر المعنى على هذا فاليوم نترككم في النار كما تركتم العمل ليومكم هذا.
18- وقوله جل وعز: {وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} (آية 37) الكبرياء العظمة انتهت سورة الجاثية. اهـ.

.قال الفراء:

سورة الجاثية:
{وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيات لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
قوله عز وجل: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيات}.
يقول: في خلق الادميين وسواهم من كل ذى روح آيات. تقرأ: الآيات بالخفض على تأويل النصب. يرد على قوله: {إنّ في السمَّواتِ والأرْضِ لآيات}. ويقوّى الخفض فيها أنها في قراءة عبدالله: {لآيات}. وفى قراءة أُبى: لآيات لآيات لآيات ثلاثهن. والرفع قراءة الناس على الاستئناف فيما بعد انّ. والعرب تقول: إن لى عليك مالا. وعلى أخيك مال كثير. فينصبون الثانى ويرفعونه.
وفى قراءة عبدالله: {وفى اختلاف اللّيل والنهارِ}. فهذا يقوى خفض الاختلاف. ولورفعه رافع فقال: واختلاف الليل والنهار آيات أيضا يجعل الاختلاف آيات. ولم نسمعه من أحد من القراء قال: ولورفع رافع الآيات. وفيها اللام كان صوابا. قال: أنشدني الكسائي:
إنّ الخلافة بعدهم لذميمة ** وخلائف طرف لمما أحقر

فجاء باللام. وإنما هي جواب لأن. وَقد رفع لأن الكلام مبنى على تأويل إنّ.
{قُل لِّلَّذِينَ آمنوا يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.
وقوله: {قُل لِّلَّذِينَ آمنوا يَغْفِرُواْ}.
معناه في الأصل حكاية بمنزلة الأمر. كقولك: قل للذين آمنوا اغفروا؛ فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم؛ لأنه أمر. وإذا كان على الخبر مثل قوله: {قُلْ لِلذين آمنوا يَغْفِروا}. {وقُلْ لِّعبادى يَقولوا} و{قُلْ لِعبادِيَ الذين آمنوا يُقيمُوا الصلاةَ}. فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط كأنه قولك: قم تصب خيرا. وليس كذلك. ولكن العرب إذا خرج الكلام في مثال غيره وهو مقارب له عرّبوه بتعريبه. فهذا من ذلك. وقد ذكرناه في غير موضع. ونزلت قوله: {قُلْ لِلَّذينَ آمنوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أيّامَ اللّهِ} في المشركين قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال أهل مكة.
وقوله: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.
قرأها يحيى بن وثاب: لنجزى بالنون. وقرأها الناس بعد {لِيجْزِيَ قوما} بالياء وهما سواء بمنزلة قوله: {وقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ}. {وقد خلقناك من قبل} وقد قرأ بعض القراء فيما ذُكر لى: {ليُجزَى قَوْمًا} وهو في الظاهر لحن. فإن كان أضمر في {يجزى} فعلا يقع به الرفع كما تقول: أُعطِيَ ثوبا ليُجزى ذلك الجزاء قوما فهو وجه.
{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ولا تَتَّبِعْ أَهواءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.
وقوله: {عَلَى شَرِيعَةٍ}.
على دين وملة ومنهاج كل ذلك يقل.
{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أوليَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وليُّ الْمُتَّقِينَ}.
وقوله: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أوليَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وليُّ الْمُتَّقِينَ}.
ترفع الله. وهو وجه الإعراب إذا جاء الاسم بعد إنَّ. وخبر فارفعه كان معه فعل أولم يكن. فأما الذي لا فعل معه فقوله: {أنّ اللّهَ بريءٌ من المشركينَ ورسوله} وأمّا الذي معه فعل فقوله جل وعز: {واللّهُ وليُُّ المتقين}.
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
وقوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ}.
الاجتراح: الاقتراف. والاكتساب.
وقوله: {سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ}.
تنصب سواء. وترفعه. والمحيا والممات في موضع رفع بمنزلة قوله: رأيت القومَ سواء صغارهم وكبارهم [بـ:]. تنصب سواء؛ لأنك تجعله فعلا لما عاد على الناس من ذكرهم. وما عاد على القوم وجميع الأسماء بذكرهم. وقد تقدم فعله. فاجعل الفعل معربا بالاسم الأول. تقول: مررت بقوم سواء صغارهم وكبارهم. ورأيت قوم سواء صغارهم وكبارهم.
وكذلك الرفع- وربما جعلت العرب: (سواءً) في مذهب اسم بمنزلة حسبك. فيقولون: رأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم. فيكون كقولك: مررت برجل حسبك أخوه ولوجعلت مكان سواء مستولم ترفع. ولكن تجعله متبعا لما قبله. مخالفا لسواء؛ لأن مستويا من صفة القوم. ولأن سواء- كالمصدر. والمصدر اسم.
ولونصبت: المحيا والممات- كان وجها تريد أن تجعلهم سواء في محياهم ومماتهم.
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ الههُ هواه وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}.
وقوله: {وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً}.
قرأها يحيى بن وَثاب (غَشْوَة) بفتح الغين. ولا يلحق فيها ألفا. وَقرأها الناس (غِشاوَة). كأن غشاوَة اسم. وَكأن غشوة شيء غشيها في وَقعة واحدة. مثل: الرجفة. وَالرحمة. وَالمرَّة.
{وَقالواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}.
وقوله: {نَمُوتُ وَنَحْيَا}.
يقول القائل: كيف قال: نموت ونحيا. وهم مكذبون بالبعث؟ فإنما أراد نموت. ويأتى بعدنا أبناؤنا. فجعل فعل أبنائهم كفعلهم. وهو في العربية كثير.
وقوله: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ}.
يقولون: إلاّ طو ل الدهر. ومرور الأيام والليالي والشهور والسنين.
وفى قراءة عبدالله: {وما يُهْلِكُنا إِلاّ دَهْرٌ}. كأنه: إلاّ دهر يمر.
{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
وقوله: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً}.
يريد: كلّ أهل دين جاثية يقول: مجتمعة للحساب. ثم قال: {كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}. يقول إلى حسابها. وهو من قول الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِه}. و{بشماله}.
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
وقوله: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
الاستنساخ: أن الملكين يرفعان عمل الرجل صغيرهِ وكبيرهِ. فيُثبت الله من عمله ما كان له ثواب أو عقاب. ويطرَح منه اللغوالذي لا ثواب فيه ولا عقاب. كقولك هلُمَّ. وتعال. واذهب. فذلك الاستنساخ.
{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ آياتي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.
وقوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ}.
أضمر القول فيقال: أفلم. ومثله: {فأما الَّذين اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أكَفَرْتُمْ} معناه. فيقال: أكفرتم. والله أعلم. وذلك أنّ أما لابد لها من أن تجاب بالفاء. ولكنها سقطت لما سقط الفعل الذي أضمر.
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}.
وقوله: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا}.
ترفع الساعة وهو وجه الكلام وإن نصبتها فصواب. قرأ بذلك حمزة الزيات. وفى قراءة عبدالله: {وَإذَا قِيلَ إنَّ وَعْدَ اللّهِ حقُّ وإن السَّاعةَ لا رَيْبَ فيها}. فقد عرفت الوجهين. وفسِّرا في غير هذا الموضع.
{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَاذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ}.
وقوله: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ}.
نترككم في النار كما نسيتم لقاء يومكم هذا. يقول: كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا.
{ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيات اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا ولا هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ}.
وقوله: {فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا ولا هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ}.
يقول: لا يراجعون الكلام بعد دخو لهم النار. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة الجاثية:
{وفي خلقكم وما يبث من دابة ءايات} [4] رفع آيات بالعطف على موضع (إن) لا على لفظه. كما تقول: إن زيدًا قائم. وعمرو قاعد. وقال الكوفيون: الرفع في مثل هذا يكون معنى الفاعل. وكذلك ما ارتفع بعد الظروف. مثل قولك: في الدار زيد. وتقريبه من الفاعل تقديره: استقر في الدار زيد. وثبت في خلقكم آيات. وأما جرها فللعطف على الآيات الأولى. إما بالعامل الأول أو بتقدير عامل آخر. أي: وإن في خلقكم آيات.
{وسخر لكم ما في السموات} [13] أي: من الشمس والقمر والنجوم والأمطار وغيرها. فكلها يجري على منافع العباد.
{لا يرجون أيام الله} [14] لا يطمعون في نصره في الدنيا. ولا في ثوابه في الآخرة.
{سواء محياهم ومماتهم} [21] الضمير في الكناية يجوز للمؤمنين وحدهم. وللذين اجترحوا السيئات وحدهم. ولونظرت إلى قوله (ساء ما يحكمون) ترجح ضمير المجترحين. ولوقلت: إنه خبر مبتدأ محذوف. أي: هم سواء محياهم ومماتهم. ترجح ضمير المؤمنين. لأنه يكون كالنص على استئناف ذكرهم للتشريف.
{اتخذ إلهه هواه} [23] أي: لا يعصيه. ولا يمنعه منه خوف الله.
{إلى كتابها} [28] أي: كتابها الذي أنزل على رسولها. ويجوز أن يكون الكتاب اسم الجنس. أي: تدعى إلى صحائف أعمالها.